تقرير إخباري شامل حول قافلة الصمود
من الانطلاق إلى العودة... رحلة تضامنية إنسانية من تونس إلى غزة
نظرة عامة على قافلة الصمود
قافلة الصمود هي مبادرة إنسانية برية تضامنية انطلقت من تونس بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة والوصول إلى معبر رفح لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني. تشكلت القافلة في إطار التضامن الدولي المواطني من أجل كسر الحصار عن غزة، وجمعت طيفاً واسعاً من الناشطين الحقوقيين والسياسيين من تونس والجزائر وليبيا.
تكوين القافلة
ضمت 9 حافلات و100 سيارة تونسية، 4 حافلات جزائرية، وما بين 1500-2000 متطوع من تونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا.
مسار القافلة في تونس
سارت عبر مساكن (سوسة)، عقارب (صفاقس)، المدو (قابس)، وصولاً إلى حسي عمر (مدنين) ثم بنقردان.
يوم الانطلاق
الإثنين 9 يونيو 2025، انطلقت الساعة 08:30 صباحاً من شارع محمد الخامس بالعاصمة تونس.
التسلسل الزمني المفصل للرحلة
الانطلاق والمسار في تونس (9 يونيو)
انطلقت القافلة صباحاً من العاصمة تونس، وسارت عبر مدن الساحل والجنوب التونسي وصولاً إلى بنقردان ليلاً.
العبور إلى ليبيا (10 يونيو)
عبرت القافلة معبر رأس جدير نحو ليبيا، وسط تسهيلات من الأجهزة الأمنية الليبية واستقبال شعبي حافل.
محطات ليبيا الأولى (10-12 يونيو)
مرت القافلة بمدن الزاوية، طرابلس، وزليتن، حيث انضم إليها نشطاء ليبيون وسط استقبال حماسي أدى لتأخير المسار بسبب الحشود.
الوصول إلى مصراتة (12-13 يونيو)
وصلت القافلة إلى مصراتة، وانضم إليها نشطاء موريتانيون وصلوا جواً للالتحاق بالمسيرة.
الإيقاف عند سرت (13 يونيو)
تم إيقاف القافلة عند البوابة الغربية لمدينة سرت من قبل قوات تابعة لسلطات شرق ليبيا، بتعلة انتظار تعليمات للمرور.
الحصار والاعتقالات (14-15 يونيو)
تعرضت القافلة لحصار ممنهج، حيث تم قطع الماء والغذاء وتعطيل الاتصالات. كما تم اعتقال 15 مشاركاً من جنسيات مختلفة.
العودة إلى مصراتة (15 يونيو)
بعد تعذر المرور، قررت القافلة التراجع من مشارف سرت والتوجه إلى منطقة بوقرين القريبة من مصراتة.
الإعلان عن العودة لتونس (16 يونيو)
بعد إبلاغهم برفض السلطات المصرية منح التراخيص، أعلنت القافلة قرار العودة إلى تونس بعد استنفاد كل الحلول.
المستجدات الأخيرة وقضية المعتقلين
قضية المعتقلين
أعلنت تنسيقية العمل المشترك الإفراج عن عدد من المعتقلين، لكن المفاوضات مستمرة لإطلاق سراح البقية. أكدت القافلة أنها لن تغادر ليبيا قبل إطلاق سراح جميع الزملاء.
قائمة الموقوفين المتبقين:
- من تونس: يوسف بن يونس، سامي بن بلقاسم الرقيصي، علاء بن عمارة.
- من الجزائر: زيدان الياس، بلال ورتاني، ياسر بولعراس.
- من ليبيا: عبد الرحمان رياض النسر، عبد الرزاق سالم حماد، أديب الورفلي.
- من السودان: محمد نور محمد علي.
مطالبات ودعوات
دعت أربع منظمات تونسية بارزة في بيان مشترك سلطات شرق ليبيا إلى الإفراج الفوري عن جميع الموقوفين من الشباب التونسي والليبي والجزائري.
المنظمات الموقعة على البيان:
- الهيئة الوطنية للمحامين بتونس.
- الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.
- الاتحاد العام التونسي للشغل.
- النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
أهداف القافلة وسياقها
الأهداف الإنسانية
- وقف الإبادة الجماعية في غزة.
- إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وغير مشروط.
- كسر الحصار وفتح كافة الممرات الإنسانية.
الأهداف السياسية
- تحريك الرأي العام العالمي للضغط على الحكومات.
- المطالبة بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والانتهاكات.
السياق التاريخي
جاءت هذه المبادرة في سياق العدوان المستمر على قطاع غزة، والذي أدى إلى دمار أكثر من 70% من القطاع وسقوط أكثر من 182 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وسط حصار خانق يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني بالمجاعة والأوبئة.
الخلاصة: رسالة صمود لم تنتهِ
رغم أن قافلة الصمود لم تحقق هدفها الأساسي في الوصول إلى معبر رفح، فقد نجحت في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وحشد التضامن الشعبي العربي والمغاربي. تبقى قضية إطلاق سراح المعتقلين الأولوية الحالية للقافلة، مع استمرار المفاوضات لترتيب عودة آمنة لجميع المشاركين إلى بلدانهم.